هل تعلمى ما هو مفتاح قلب الزوج ؟
إن السعادة الحقيقية في البيوت لا يمكن ألبتة أن تتحقق إلا في ظلال منهج الله،
وفي رحاب هدي الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه،
لن أتحدثن عن الزوج وعن حقوقه الظاهرة المعروفة
لكنني أودأن أتطرق إلى بعض اللمسات الخفية التي هي في غاية الأهمية،
كيف تتملك مفاتيح قلبه؟
أولاً: حسن الخلق:
أن النجاح والاستمرار، والسكن والاستقرار، وهدوء النفس وراحة البال، وراءه زوجة صالحة تقية
عرفت كيف تسعد زوجها،
نجحت في أن تحول البيت إلى جنة خضراء، يسعد الزوج حينما يأوي إلىها تتبدد كل همومه وأحزانه وآلامه وهو في ظلال هذه الجنة، وإلى جواره زوجة طيبة تضمد جراحه، وتسكن آلامه بحسن خلقها،إن حسن الخلق من أجمل الزينة التي تتحلى به المرأة لزوجها، وإن حسن الخلق هو أقصر طريق لتأسر فيه الزوجة قلب زوجها
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي و ابن حبان من حديث أبي الدرداء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ).
ثانياً: الرضا بما قسم الله جل وعلا،
فإن الرضا بما قسم الله كنز ثمين يجعل من بيت الزوجية جنة ولو كان فقيراً،
فإن رأى الزوج زوجته راضية بما قسم الله لها لا تتضجر ولا تتسخط على قدر الله، ولا تشكو زوجها لأهلها بل تستر عليه عيبه، وتعيش في أمن وأمان، ورضاً واطمئنان.
يسعد قلبه، وينشرح صدره، ويعيش في غاية السعادة والطمأنينة مع هذه الزوجة
والله يا أختاه!
الغنى الحقيقي، في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الغنى عن كثرة العرض -أي عن كثرة المال- ولكن الغنى غنى النفس ).
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه )،
أختاه! لا تنظري إلى أختك التي من الله على زوجها بالثراء التي من الله عليها بسيارة فارهة، وبأثاث فاخر، وإنما انظري إلى أهل العاهات، انظري إلى أصحاب الأمراض والأعذار، انظري إلى الفقراء والمساكين والمشردين، والمطرودين والمحرومين!
ثالثاً: الوفاء:
فالوفاء خلق جميل، وكنز ثمين، فالأيام دول،
فكم من غني أصبح فقيراً؟
وكم من عزيز أصبح ذليلاً؟
وكم من قوي أصبح ضعيفاً؟!
فالزوج قد تنزل به المحن والمصائب،
وهنا يظهر معدن الزوجة الصالحة الوفية التي تقف إلى جوار زوجها في كل ضيق ومصيبة، وتخفي عيوب الزوج وتستر ذنوبه، ولا تنسى أيام الغنى، وأيام القوة والصحة والسعة،
وتردد دوماً
قول الله جل وعلا: { وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }
[البقرة:237]،
وتنظر إلى زوجها نظرة رحمة وأدب، ونظرة حنان وتواضع، وهي تقول له: أبشر أيها الزوج الحبيب! أنا لا أنسى أنك فعلت كذا وكذا وقدمت لي كذا وكذا ثم تذكره
بقول ربها: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ }
[الرحمن:60].
فوالله إن الزوجة الوفية تأسر بوفائها قلب زوجها، وتحول بوفائها الفقر في البيت إلى غنى، والمرض إلى صحة، بل والضيق إلى سعة، بل والأزمات والمشكلات إلى لحظات طيبة ندية.
ما أحلى الوفاء!
وما أقبح الجحود!
وما أقبح المرأة الجاحدة! التي تجحد فضل زوجها وكرمه!!
جاء في الصحيحين من حديث زينب رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء،
قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لكفرهن، قالوا: أيكفرن بالله؟
قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ورأت منك شيئاً
قالت: ما رأيت منك خيراً قط ).
رابعاً: طاعة الزوج المطلقة في غير إثم ولا معصية:
فيجب على الزوجة المسلمة وجوباً أن تمتثل أمر الزوج، وأن تقف عند الحدود التي حدها لها زوجها، من كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
وأحذر الزوجة المسلمة من العصيان والجدال والمراء، وطول الحوار وكثرة الكلام، لاسيما إن كان زوجها مغضباً، ولاينبغي أن تستغل الزوجة لين الزوج أو دينه، بل يجب على الزوجةأن تطيع زوجها،
ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد و الطبراني و البزار من حديث أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ).
ومن أعظم الحقوق على الزوجة لزوجها، والتي يجب على المرأة أن تطيعه فيه فوراً، وفي أي وقت يشاؤه: حق الفراش،
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته؛ فبات غضبان عليها، باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح ).
أختي المسلمة! اعلمي أيتها الفاضلة!
بأن امتناع المرأة عن فراش زوجها إن دعاها إلى ذلك بغير عذر شرعي وبغير سبب صحي كبيرة من أعظم الكبائر، فلتتق الله الزوجة الصالحة.
خامساً: الأنوثة والزينة:
أختي: إن من أعظم مفاتيح قلب الزوج الأنوثة والزينة والتطيب،
ففي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جميل يحب الجمال ).
ومما لا شك فيه أن مما يؤثر في قلب الزوج:
أن يرى الزوج امرأته في كل لحظة جميلة طيبة نظيفة،
لاسيما ونحن نعيش الآن زماناً كثرت فيه الفتن:
فتن المتبرجات! فتن الكاسيات! فتن العاريات!
فقد يزول الحب، وتتلاشى المودة، وتنتهي الرحمة لمجرد أن ينفر الرجل من امرأته لرائحة فمها، أو لرائحة عرقها أو ثيابها، فيجب على الزوجة المسلمة أن تسعد زوجها بأنوثتها وطيبها و تسريحة الشعر.
سادساً: إكرام أهل الزوج
إكرام أهل الزوج، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن حسن العشرة
وإليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه
والحاكم و البزار بسند حسن، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: ( يا رسول الله! أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟!
قال: زوجها، قالت: وأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه ).
سابعاً:الاهتمام بنظافة وجمال البيت:
ثامناً: الاهتمام بتربية الأولاد:
أيتها الحبيبات!
في الختام أختم بهذه الوصية :
أختم مفاتيح قلب الزوج بهذه الوصية الجامعة التي قدمتها أم عاقلة،
إنها أمامة بنت الحارث التي خلت بابنتها أم إياس بنت عوف الشيباني في ليلة زفافها لزوجها،
وقدمت لها تلك الوصية الغالية،
فقالت الأم العاقلة لابنتها: أي بنية!
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها معونة للعاقل، وتنبيه للغافل.
أي بنية! لو أن امرأة استغنت عن زوجها لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عن زوجك، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أي بنية! لقد فارقت العش الذي فيه درجت، والبيت الذي منه خرجت، إلى مكان لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواطن عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالإرعاء لماله وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره،
وإياك والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مكتئباً!
إن السعادة الحقيقية في البيوت لا يمكن ألبتة أن تتحقق إلا في ظلال منهج الله،
وفي رحاب هدي الحبيب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن والاه،
لن أتحدثن عن الزوج وعن حقوقه الظاهرة المعروفة
لكنني أودأن أتطرق إلى بعض اللمسات الخفية التي هي في غاية الأهمية،
كيف تتملك مفاتيح قلبه؟
أولاً: حسن الخلق:
أن النجاح والاستمرار، والسكن والاستقرار، وهدوء النفس وراحة البال، وراءه زوجة صالحة تقية
عرفت كيف تسعد زوجها،
نجحت في أن تحول البيت إلى جنة خضراء، يسعد الزوج حينما يأوي إلىها تتبدد كل همومه وأحزانه وآلامه وهو في ظلال هذه الجنة، وإلى جواره زوجة طيبة تضمد جراحه، وتسكن آلامه بحسن خلقها،إن حسن الخلق من أجمل الزينة التي تتحلى به المرأة لزوجها، وإن حسن الخلق هو أقصر طريق لتأسر فيه الزوجة قلب زوجها
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي و ابن حبان من حديث أبي الدرداء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ).
ثانياً: الرضا بما قسم الله جل وعلا،
فإن الرضا بما قسم الله كنز ثمين يجعل من بيت الزوجية جنة ولو كان فقيراً،
فإن رأى الزوج زوجته راضية بما قسم الله لها لا تتضجر ولا تتسخط على قدر الله، ولا تشكو زوجها لأهلها بل تستر عليه عيبه، وتعيش في أمن وأمان، ورضاً واطمئنان.
يسعد قلبه، وينشرح صدره، ويعيش في غاية السعادة والطمأنينة مع هذه الزوجة
والله يا أختاه!
الغنى الحقيقي، في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الغنى عن كثرة العرض -أي عن كثرة المال- ولكن الغنى غنى النفس ).
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنّعه الله بما آتاه )،
أختاه! لا تنظري إلى أختك التي من الله على زوجها بالثراء التي من الله عليها بسيارة فارهة، وبأثاث فاخر، وإنما انظري إلى أهل العاهات، انظري إلى أصحاب الأمراض والأعذار، انظري إلى الفقراء والمساكين والمشردين، والمطرودين والمحرومين!
ثالثاً: الوفاء:
فالوفاء خلق جميل، وكنز ثمين، فالأيام دول،
فكم من غني أصبح فقيراً؟
وكم من عزيز أصبح ذليلاً؟
وكم من قوي أصبح ضعيفاً؟!
فالزوج قد تنزل به المحن والمصائب،
وهنا يظهر معدن الزوجة الصالحة الوفية التي تقف إلى جوار زوجها في كل ضيق ومصيبة، وتخفي عيوب الزوج وتستر ذنوبه، ولا تنسى أيام الغنى، وأيام القوة والصحة والسعة،
وتردد دوماً
قول الله جل وعلا: { وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }
[البقرة:237]،
وتنظر إلى زوجها نظرة رحمة وأدب، ونظرة حنان وتواضع، وهي تقول له: أبشر أيها الزوج الحبيب! أنا لا أنسى أنك فعلت كذا وكذا وقدمت لي كذا وكذا ثم تذكره
بقول ربها: { هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ }
[الرحمن:60].
فوالله إن الزوجة الوفية تأسر بوفائها قلب زوجها، وتحول بوفائها الفقر في البيت إلى غنى، والمرض إلى صحة، بل والضيق إلى سعة، بل والأزمات والمشكلات إلى لحظات طيبة ندية.
ما أحلى الوفاء!
وما أقبح الجحود!
وما أقبح المرأة الجاحدة! التي تجحد فضل زوجها وكرمه!!
جاء في الصحيحين من حديث زينب رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن رأيت النار ورأيت أكثر أهلها النساء،
قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لكفرهن، قالوا: أيكفرن بالله؟
قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ورأت منك شيئاً
قالت: ما رأيت منك خيراً قط ).
رابعاً: طاعة الزوج المطلقة في غير إثم ولا معصية:
فيجب على الزوجة المسلمة وجوباً أن تمتثل أمر الزوج، وأن تقف عند الحدود التي حدها لها زوجها، من كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
وأحذر الزوجة المسلمة من العصيان والجدال والمراء، وطول الحوار وكثرة الكلام، لاسيما إن كان زوجها مغضباً، ولاينبغي أن تستغل الزوجة لين الزوج أو دينه، بل يجب على الزوجةأن تطيع زوجها،
ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد و الطبراني و البزار من حديث أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ).
ومن أعظم الحقوق على الزوجة لزوجها، والتي يجب على المرأة أن تطيعه فيه فوراً، وفي أي وقت يشاؤه: حق الفراش،
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته؛ فبات غضبان عليها، باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح ).
أختي المسلمة! اعلمي أيتها الفاضلة!
بأن امتناع المرأة عن فراش زوجها إن دعاها إلى ذلك بغير عذر شرعي وبغير سبب صحي كبيرة من أعظم الكبائر، فلتتق الله الزوجة الصالحة.
خامساً: الأنوثة والزينة:
أختي: إن من أعظم مفاتيح قلب الزوج الأنوثة والزينة والتطيب،
ففي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جميل يحب الجمال ).
ومما لا شك فيه أن مما يؤثر في قلب الزوج:
أن يرى الزوج امرأته في كل لحظة جميلة طيبة نظيفة،
لاسيما ونحن نعيش الآن زماناً كثرت فيه الفتن:
فتن المتبرجات! فتن الكاسيات! فتن العاريات!
فقد يزول الحب، وتتلاشى المودة، وتنتهي الرحمة لمجرد أن ينفر الرجل من امرأته لرائحة فمها، أو لرائحة عرقها أو ثيابها، فيجب على الزوجة المسلمة أن تسعد زوجها بأنوثتها وطيبها و تسريحة الشعر.
سادساً: إكرام أهل الزوج
إكرام أهل الزوج، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، ومن حسن العشرة
وإليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه
والحاكم و البزار بسند حسن، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: ( يا رسول الله! أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟!
قال: زوجها، قالت: وأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: أمه ).
سابعاً:الاهتمام بنظافة وجمال البيت:
ثامناً: الاهتمام بتربية الأولاد:
أيتها الحبيبات!
في الختام أختم بهذه الوصية :
أختم مفاتيح قلب الزوج بهذه الوصية الجامعة التي قدمتها أم عاقلة،
إنها أمامة بنت الحارث التي خلت بابنتها أم إياس بنت عوف الشيباني في ليلة زفافها لزوجها،
وقدمت لها تلك الوصية الغالية،
فقالت الأم العاقلة لابنتها: أي بنية!
إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها معونة للعاقل، وتنبيه للغافل.
أي بنية! لو أن امرأة استغنت عن زوجها لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها، لكنت أغنى الناس عن زوجك، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أي بنية! لقد فارقت العش الذي فيه درجت، والبيت الذي منه خرجت، إلى مكان لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً تكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:
فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لمواطن عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:
فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:
فالإرعاء لماله وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة:
فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره،
وإياك والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مكتئباً!