خصم يصل الى 80% على حجز الفنادق

طفلة يتيمة تغير الدنيا

 
كانت تسير بنا الحياة ( أي أسرة سعيدة هادئة وديعة.. فأفراد أسرتي مكونة من أب وأم وأنا ابنتهم الوحيدة لقد كنت أنعم بحنان أمي الغالية , وأسعد برؤيتها, آنس بقربها ,واطالة الجلوس معها ..وكذلك والدي والأيام تمضي وأنا وحيدة في البيت كالعصفورة.. غدا"والدتي تزف الينا بشرى. الله بشرى بأن ضيفا" جديدا" سيحل بنا فرحت كثيرا" لأنه سيكون لي أخ أو أخت بدأت أفكر ماذا نسمي المولود,ماذا نشتري له , الى آخر ذلك من تسؤلاتي البريئة والتي كنت لا أجد لها جوابا" سوى الابتسامة العذبة التي ترتسم على شفتي أمي الغالية 

وجاء يوم الميعاد ..اليوم المنتظر وتحين ساعة الخروج , ولكن يا ترى من الخارج حقيقة ؟ 

فمع خروج أختي الى الدنيا خرجت روح أمي الحبيبة ولقد استقبلت هذا الخبر بكل قسوة .. وبكيت وبكيت .. 

وانقلبت موازين كثير من حياتي , أخذني أبي وذهب بي الى جدي وعمي وتركني عندهم وأخذ أختي الصغيرة وتركني.. 

في لحظات فقدت حنان أمي وأبي .. وقد سمعت أن أبي أعلن زواجه بامرأة أخرى ظننت أني سأكرّم في بيت جدي وعمي ولكنني بدأت أعيش معاناة اليتيم .. 

في بيت عمي وجدي كنت أعيش الهوان والذل ,بل والحرمان ,لم أكن أنتظر منهم هدية أو ثوبا" جديدا" أو لعبة مما يتمناه من هم في مثل سني بل حرمت كل هذا بل لا أبالغ ان قلت : انني لم ألعب مع أحد منذ وفاة أمي .. ولم أفكر بهذا لأن مصيري معروف الضرب والاهانة.. 

وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري لك أكن أدرك الا شيا" واحدا" وهو أنني خادمة. أما أبي فقد جعلني في عالم النسيان ..كم كنت أحلم أن أرى أبي وأختي الصغيرة التي حرمت منها منذ تركتنا أمي الى حياة الآخرة 

أخذت أتساءل : أكل الناس بهذا الظلم والتسلط والجبروت وقسوة القلب؟ كنت اذا سمعت صوت عمي وليت هاربة الى غرفة (( )) لأحمي نفسي من شتمه وضربه .. فأنا من الصباح الباكر الى منتصف الليل في عمل متواصل ,وفي نفسي نار الهم تغلي .. كنت أتساءل متى أرى أبي ليرى حالتي من الضنك والجوع والقهر .. تعودت على العزلة بل وأحببتها .. 

في يوم من الأيام وصلني خبر وهو أن والدي سيأتي لزيارتنا.. 

كم تغشاني الفرح في ذلك اليوم ,حتى وصل والدي فانكببت أقبل يده ورأسه .. وأشم الحنان منه الحنان الذي حرمته طيلة هذه الفترة من الزمن.. وشكوت الى والدي معاناتي وهمي وغمي وحياة القهر والتعذيب والسب والاتهام في شرفي وعفافي .. حتى أصبح الناس والجيران من حولي يتكلمون عليّ. كم كنت أمني نفسي أن أخرج من هذا السرداب وهذا الكهف المظلم لأخرج الى الحياة, وأرى الناس من حولي ,وأذهب الى المدرسة.. 

وفعلا" قرر أبي أن يأخذني معه حفاظا" علي وعلى سمعته.. 

سافرت مع والدي وأنا أكاد أطير من الفرح , لأول مرة منذ ماتت أمي أشعر بالأمان ,بدأت أنظر الى أبي لأملأ عيني منه, وأتحدث اليه, وأسأله عن أختي .. وعندما اقتربنا من المدينة التي يكن فيها..بدت على وجهه علامات الحزن والتضجر , وقال لي في التفاتت خجولة ( بنيتي ..أرجوك عامليها بالتي هي أحسن)) 

أدركت أنه يقصد زوجته, شعرت أن نبرات صوته تخفي سرا" عجيبا" ..ودارت في خاطري تساؤلات وما هي الا أن دخلنا منزل والدي ..المنزل الذي أرى فيه أنه جنتي بعد نار.. وصلت المنزل وما ان دخلت من الباب.. حتى دخلت عالمي الجديد,التقيت باخواني وكان لقاء باهتا" باردا".. هي المرة الأولى التي التقي بهم لا يهم كنت أريد أن أرى أختي الصغيرة 

لكنني ما ان جلست عشر دقائق فقط حتى أطرقت مسامعي كلمات كانت بداية قصة مأساوية ( اتجهي الى المطبخ ) رمقتني شقيقتي بنظرات تنبئ عن حديث طويل.. 

وبدأت المأساة.. 

رحلة جديدة مع القهر والتعذيب, ولكن هذه المرة من زوجة والدي.. في يوم من الأيام طلبت من والدي أنا وأختي أن نلتحق بالمدرسة فوافق أبي لكن فوجئت في اليوم التالي أن أبي يرفض أن يسجلنا في المدرسة بعدما كلمته زوجته , وقال لنا: ماذا تردن من المدرسة البنت ليس لها الا البيت والطبخ.. 

ثم ذهبنا وتركنا للحسرات ..لماذا لم يقل أبي هذه الكلمات لأخوتي من زوجتي أبي .. استطاعت زوجة أبي بمكرها وخداعها أن تجعل والدي يمنعنا حتى من الخروج معهم للنزهة والترفيه.. 

كنت أنا وأختي نأوي الى غرفتنا ( وما هي الا مخزن ) في منتصف الليل لنبث همومنا ونذرف الدمع الحار.. 

وتدور بنا الأيام وكل يوم يزداد الأمر سوءا ..حتى اخوتي من أبي يحتقرونني وأختي بل لا ينادون علينا الا كخدم.. (( أحضري كتبي, رتبي ملابسي , اغسلي ..)) أوامر يسهرون ليلهم على القنوات ونحن نسهلر على خدمتهم حتى ساعة متأخرة من الليل 

كانت تمر علي ليال وأنا ساهرة في كيّ الملابس حتى الفجر أحيانا" , ولا أجد وقتا" لأداء صلاة الوتر.. ونحمد الله أن يسر لنا المحافظة على هذه العبادة العظيمة وفي يوم من الأيام يشعر والدي بألم في بطنه .. 

يذهب الى المستشفى ((النتيجة أن أبي مصاب بسرطان الكبد )) انقلبت عافية أبي , بعد ما كان القوي .. صار الهزيل النحيف.. كنت أحمله أنا وأختي بيننا ليذهب في قضاء حاجته.. كان ينظر الينا بعينين مملوئتين بالموع , وكأنه يقول ((حرمتكم الحنان وأسأت معاملتكم فقابلتم اساءتي بالاحسان)) وجاءت ساعة الصفر وانتقل أبي الى رحمة الله ..بعدما عشت معه ثلاث سنوات. 

وبدأت حياة اليتم المضاعف .. لم يبق لنا الا الله نناجيه ونطلق سهام الليل لتصيب مقاتلها اشتدت وطأة زوجة أبي علي وأختي وزاد شتمها وضربها بل وتقذفنا بالابريق وهوحار ملئ بالشاي 

أصابتني حالة اغماء بعد وفاة والدي , وصرت قعيدة الفراش لفترة وما ان تماثلت للشفاء حتى رجعت مرة أخرى الى المعانات 

كان صوت والدي يتردد رجعه في مسامعي.. هيبته و ضحكته, نظراته الحانية التي كان يرمقنا بها أيام مرضه .. لا أملك غير البكاء 

ازدادت معاملة زوجة أبي سوءا وسوءا حتى انني كنت أدعوا على نفسي بالموت .. على أن عرفت أن الرسول قد نهى عن ذلك ,فانتهيت وأنا في قرارة نفسي أتمنى الموت ملابس بالية ..غرفة مكتومة.. فرش تتأفف البهيمة من الجلوس عليها .. 

يأتي الجيران لزيارة زوجة أبي , فيشفقون لحالنا ..فتتكلم علينا من خلفنا بأننا سيئات ونقضي الأوقات في المعاكسات والمهاتفات حتى تغير نظر الجيران نحونا.. با انها كانت تجبرنا أن نقول لها أمي أمام صديقاتها حتى يرين قمة حنانها معنا.. 

مرت بنا السنون ثقيلة ..حتى كبرت وكبرت أختي .. وكنا نتمنى اليوم الذي يجيء فيه رجل الحلال ليخلصنا مما نحن فيه .. وفعلا" كلما طرق باب البيت خاطب نفرته زوجة أبي منا وتقول (( ان هؤلاء جاهلات وسفيهات و..و..و.. وذات يوم همت بالسفر الى أقاربها , وبالطبع لا يمكن أن تتركنا وحدنا , أخذت تنظر الينا بكل ازدراء وتقول : غنني أخجل أن أذهب بكم على أقاربي .. وتقوم بصب الأوامر علينا 

المهم أننا ذهبنا معها في رحلة طويلة , لم تسقنا خلالها كأس ماء , وفي المقابل كانت تغدق على أبنائها من الحلوى والعصيرات طول خط الرحلة.. وصلنا بحمد الله الى منطقة أقاربها وفوجئت لأول مرة فاذا بنا نرى أناسا" طيبين ..محبة واخاء يا الهي قلتها من أعماقي ألا يزال هذا موجود في الناس سبخان الله الجميع يلتف حولنا ويتفانون في خدمتنا وتوفير طلباتنا ,وتمنينا لو نعيش معهم ولو خدما" أما هي فترمقنا بنظرات ملئها القسوة والحقد لم نلبث في تلك السعادة الا أياما" ..فقد وجدنا بناتا" مثلنا نتحدث اليهم ونبث اليهم همومنا ,لقد أبدو استعدادهم للوقوف معنا وفعلا" حملونا بالهدايا وبعض المال 

وبعد رجوعنا بدأت في التحقيق معنا كيف وماذا ... وأخشى ما كنا نخشاه أن تكتشف ما رجعنا به من المال اليسير 

وفعلا" اكتشفت ذلك فأخذته ورمته في النفايات كل الهدايا والعطايا والملابس المستخدمة التي أهديت لنا 

حاولت أختي يوما" الهرب من المنزل فأكتشف أمرها فأنزلت بها من عقاب الظالمين انني مريضة ..جائعة.. انني أحتاج لأشياء كثيرة أهمها : 

قفازات وجوارب فأنا وأختي نحافظ على الحجاب الشرعي الكامل ... وهي تسخر منا بل وكلفت أحد أبنائها أن يحرق جواربنا وقفازاتنا والتي جاءتنا هدية.. 

من أقس المواقف التي مرت بنا : أنهم عندما حزموا حقائبهم للذهاب الى مكة للعمرة فرحت فرحا" وكدت أطير .. 

هل سأرى بيت الله الحرام الذي أسمع عنه ولم أره ..هل سأطوف ..هل وهل ثم أفاجئ بنظراتها وهي تزدرينا لتقول : ان الحرم يترفع أن يدخل فيه مثلكن .. 

أنتي وأختك لا تعرفي العمرة ولا الصلاة كلمات جارحة.. وذهبت وتركتني أنا وأختي ..بقي مع دموعنا ومأساتنا.. 

لقد حرمنا من كل شيء ..حتى من بيت الله الحرام . لقد سئمت وأختي الهوان.. كنت أحفظ بعض آيات من خلال استماعي لتلاوة بعض الأئمة في المساجد التي من حولنا وكنت أجلس أنا وأختي نراجع ما حفظناه .. ونقوم لله في خضوع نسأله أن يرفعه عنا , ويفرج كربتنا 

انني في أمس الحاجة لدعواتكم .. ولا تظنو أن هذا من نسج الخيال .. 

نحن لا زلنا نعيش معكم ..بينكم .. ولكن لا يشعر بنا أحد .. 

ولا نقول الا الى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل .
 

خصم 80% على حجوزات الفنادق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More