قصه مؤلمه
أكتب إليكم هذه الرسالة ويعلم الله كم أعانى وانا أكتبها
لكم, ولولا أنها امانة ووصية لما جرأت على كتابة هذه السطور.
قالت أنها ترتدى الحجاب منذ كانت فى العاشرة من عمرها
وأنها دائماً كانت طائعة لربها تتقى الله فى كل ما تقول وتفعل ولكن إرادة الله فوق
كل شئ
حين كانت نهى فى السادسة عشر فتاة غضة تشرق فى وجهها
الحياة حاول كلب من أبناء إبليس إغوائها عن نفسها فتركته وانصرفت
فانتظر هذا الكلب حتى رآها تسير وحدها عائدة من مدرستها
وقام هو وأصحابه بتخديرها وأخذوها فى شقة هذا الحقير واعتدى عليها وبعد ذلك ألقاها
فى الشارع لعنة الله عليه وعلى أمثاله
تم القبض على هذا الكلب وقضى أشهر فى المحاكمة ثم تم
الحكم عليه بالمدة التى قضاها فى المحاكمة وخرج للدنيا الظالمة حراً طليقاً
وخوفاً من أخوة الفتاة أن يفتكوا به أرسلت عائلة الكلب
ابنهم النجس للخارج .
أما نهى فقضت أياماً عصيبة
ويشاء الله أن تحمل الفتاة من هذا الكلب
وظل معها الجنين ثلاثة أشهر قبل أن يجهض
تقول نهى انها كانت تتمنى الأمومة ولكن ليس بهذه الطريقة
أبداً!
عاشت نهى أياماً عصيبة
عاشت بالصبر على الابتلاء لا شئ غيره
لم تعد تذهب للمدرسة فالنظرات الغامزة وحتى المشفقة من
عيون الناس لا ترحم
وهى الفتاة البريئة التى لم تكن تعلم من شرور الحياة
الكثير
وبعد ثلاث سنوات قضتها نهى وحدها قررت أن تعود لتحيا
مهما تكلف الأمر
ودخلت على المنتدى, شاركت فى الموضوع الذى سبق ذكره ودخل
الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات لمواساتها والتخفيف من همومها
كم كانت سعيدة بهذه الصحبة فى الله
وتقدمت نهى لشهادة البكالوريا وبدأت فى المذاكرة بجد
واجتهاد رغم صعوبة المذاكرة وحيدا فكيف الحال وهى تذاكر وحدها والمجتمع كله ينظر
لها بنظرات اتهام لا ذنب لها بها؟
قررت العودة للحياة مهما تكلف الأمر
كان طريق المذاكرة شاقاً وطويلاً ولكن الفتاة كانت تأمل
الالتحاق بكلية والتفوق فيها
على الأقل عشر ساعات تقضيها يوميا تستذكر دروسها وتحفظ
ما فاتها من الدروس
وكانت تحب القراءة كثيراً فتخرج فيها همها
أكرمها الله بالتعرف على اخت فى الله من المنتدى تسكن
معها نفس الشارع وأحبت هذه الأخت كثيراً وتبادلا الزيارات, وكم كانت سعادتها بهذه
الصحبة
وبدأت تتعرف على أصدقاء جدد وألم الحادثة التى تعرضت لها
يزول شيئاً فشيئاً
كل هذا يعرفه العديد من زوار المنتدى
اما ما لا تعرفونه فهو ما أوصت نهى بذكره حتى تكون قصتها
عبرة وعظة
كانت نهى ذاهبة للسوق مع أمها منذ أشهر قليلة فوقعت
عيناها على الكلب الذى اعتدى عليها يسير مختالا وقد عاد من الخارج
تحدثت كثيراً عن القهر الذى شعرت به حين رأته, قهر
واحساس بالظلم لا يوصف
ولكن تسلحت بالصبر واستعانت بالله كلما رأت هذا الكلب
يعربد فى الشارع الذى يسكنون فيه لا يوقفه واقف
صحيح أن هذا الحيوان كان يختبأ كلما شعب بوجود الفتاة أو
أحد أقاربها ولكن مجرد وجوده سليماً معافا كان كافياً ليقتل أى تفائل تنبت جذوره
فى قلب نهى
رفضت الزواج بمن يكبرها بسنين كثيرة لأنها تحلم بفرصة
أفضل فى الالتحاق بكلية مرموقة والزواج بمن ترضاه نفسها وتقر به عينها
وسبحان الله أحبت نهى الحياة
تقول انها انتهت من كتاب الفيزياء والفلسفة والكيمياء,
وحفظت نصف التاريخ
وبدأت تتأهب لامتحان البكالوريا
وأشرقت الحياة فى وجهها مرة أخرى..
استيقظت نهى فى يوم من الأيام على آلام شديدة فى التنفس,
وأخذت تشهق فى صعوبة بالغة
وظلت على هذا الحال أياماً خاف عليها كثيراً أهلها
وبعد فحوصات وتحاليل أخبرهم الأطباء أنهم كانوا يشكون فى
مرض خطير ولك الحمد لله النتائج سلبية
وعادت نهى للحياة ترتشف منها القليل من التفاؤل
ولكن مرة أخرى عاودتها الآلام بقسوة شديدة هذه المرة
كانت تتنفس بصعوبة بالغة تصف نهى هذا الأمر كأنها تتنفس
سماً يخترق ضلوعها
وتم اجراء مزيد من التحاليل
وكانت النتيجة ايجابية هذه المرة
نهى أصيبت بسرطان فى الرئة وفى حالة متأخرة لا ينفع معها
علاج
تقول نهى: كنت اتمنى الموت القريب ولم يأتي واليوم عندما
عشقت الحياة اتاني الموت باسرع وقت ممكن عن طريق مرض اسأل الله ان يعافي كل انسان
منه وان لا يبتلى فيه حتى الاعداء...انتهى
مرت أيام من الآلام الرهيبة التى لا يحتملها انسان على
هذه الزهرة النضرة وتحملت نهى بالصبر والإيمان
احبت لقاء ربها ولكن كان يؤلمها بشدة أن تكون هى تصارع
الموت وهذا الكلب الذى اعتدى عليها يسرح فى الشارع يضحك ويلهو
كانت تتمنى ان ترى فيه آية قبل أن تلقى ربها
وسبحان الذى يمكر بالظالمين أصيب هذا الكلب بمرض الأيدز
وانتشر هذا الخبر فى المنطقة كلها
وليس الأيدز فقط ولكن أترك نهى تحكى لكم : والحمدلله انو
ربي استجبلي من فترة عرفت انو صار معو مرض الايدز اصعب مرض واقوى عذاب وكمان عشان
ربنا سبحانه يزيد عذابه عمل حادث سيارة لانو كان كثير مسرع واتدهورت معو السيارة
واحترقت واحترق هو كمان معها ولتشوف يا عمر قدرت ربنا انو رغم انو احترق ما زال
عايش وحالتو بالويل هاي الخبرية بدي منك تنشرها كمان عشان الناس تعرف انو ربنا ما
بنسى حدا والعقاب جاي جاي..انتهى
أذاعت قناة الأل بى سي اللبنانية منذ أيام خبر حادث مروع
على طريق بيروت احترقت فيه السيارة بمن فيها ولكن تم انقاذ السائق
كان هذا السائق هو هذا الكلب اللئيم
شاء الله أن يحترق بنارين من نار الدنيا ليتحقق وعد الله
عز وجل للمظلوم: وعزتى لأنصرنك ولو بعد حين
وتقول أخت نهى التى تسكن معها فى الشارع أنها لم تكن
تعلم أن وجه الانسان يشرق مع البكاء إلا حين رأت حبات كالدر المنثور تنزل من مآقى
طالما بكت من القهر والعذاب وهى تبكى وتحمد الله وحين علمت بقضائه ونصرته ورحمته
بالمؤمنين
كانت تقول: الحمد لله الحمد لله, أللهم اغفر لعبدك
فيقولون لها تستغفرين له وقد فعل ما فعل فتقول :أليس
مسلما.. وتدعو له بالمغفرة والرحمة
وفى التاسعة مساء الخميس 2 – 3 -2006 تأهبت ملائكة
السماء لتستقبل روحاً طاهرة طالما اشتاقت لهذا الموعد
ودخل النساء يجهزونها للقاء ربها وهن يصلين على رسول
الله على هذا الجمال النائم
يقول عنها من عرفها انها كانت جميلة كالبدر ليلة التمام
ولكن وهى تلقى ربها كانت كالشمس تشع نوراً وضياء..
كانت تبدو كالفتاة ليلة عرسها
وأنزل الله الصبر على أهلها وخصوصاً أمها التى وقفت عند
قبرها تدعو لها بالرحمة والمغفرة
وكانت وصيتها أن يعرف أعضاء منتدى عمرو خالد قصتها
وتوصيكم بالصبر على الابتلاء
عاشت نهى صابرة محتسبة فنسأل الله أن يكون قد أسكنها
الفردوس من الجنان
أذكركم بالحديث الشريف: يؤتى بأشقى أهل الأرض فيغمز فى
الجنة غمزة ويقال له: عبدى هل رأيت شقاءً قط, فيقول: بعزتك انا فى النعيم منذ أن
خلقتنى...او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أطلب منكم أحبابى فى الله أن تبلغوا قصة نهى لكل من فقد
الأمل فى نصرة الله عز وجل وكل من ظن أن الله لن ينصره
وأن ندعو جميعاً لنهى عسى ان يتقبلها الله فى رحمته