غيرت الكوارث الطبيعية مجرى التاريخ
في حين أن البشر قادرون على تغيير العالم من حولهم، فالطبيعة تمتلك نفس القدرة، ولكن بشكل أكثر جذرية، مما يتسبب في حدوث كوارث في كثير من الأحيان والتي تجعل العيش في منطقة ما أشبه بالمستحيل.
زلزال تانغشان (1976)
في عام 1976، كان تانغشان مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة. في وقت مبكر من صباح يوم 27 يوليو، ضرب زلزال المدينة لمدة 23 ثانية فقط، وكانت قوته تتراوح ما بين 7 إلى 8 درجات بمقياس ريختر، بعدها بـ17 ساعة وقعت هزة أرضية أخرى كانت الأقوى في تاريخ المدينة منذ 100 عام، وبما أن المدينة كانت مبنية بطريقة عادية حيث اعتقدت الحكومة أنها آمنة من الزلازل، فقد انهارت معظم المباني والمصانع وتسببت في وفاة 200 إلى 600 ألف شخص، وبسبب المناخ السياسي المضطرب حاولت الحكومة الإعلان عن أرقام غير دقيقة، وفي نفس الوقت حاولت بعض الجماعات الشيوعية المعروفة باسم "عصابة الأربعة" الاستيلاء على السلطة بسبب هذه الكارثة، إلا أن الرئيس "ماو هوا" تخلص من رؤساء هذه المنظمة بهدوء وقام بسجنهم جميعاً وتغلب على الكارثة التي كانت ستغير تاريخ الصين.
انفجار كراكاتوا (1883)
كراكاتوا هي جزيرة في إندونيسيا تقع في مضيق سوندا، بدأت الجزيرة تصاب بزلازل وانفجارات غريبة نتيجة لنشاط بركاني يعتبر الأسوأ في التاريخ، أثناء الحادثة وقعت 4 انفجارات تسببت في انتشار الحمم البركانية لمسافة 10 ميل وتسببت في وفاة أكثر من 112 ألف شخص، وتسببت حمم اللافا في تدمير 65 قرية كاملة ولحقت أضرار جسيمة بـ130 قرية أخرى، وتم تدمير ثلثي الجزيرة نفسها، وفي عام 1927 تم بناء جزيرة جديدة في نفس الموقع باسم "عناق كراكاتو" أو "الطفل من كراكاتوا ".
إعصار بولا (1970)
ضرب الإعصار باكستان الشرقية في عام 1970، مع رياح قوية بسرعة 100 كم في الساعة مما تسبب في وفاة حوالي 500 ألف شخص ذلك اليوم، وعندما بدأت الحكومة الباكستانية في عمليات الإنقاذ، كان هناك أمر خاطئ، فالغذاء لم يكن كافياً والملاجئ كذلك، حتى أن الناجيين كانوا يكافحون من أجل العثور على مأوى، ولكن الرئيس "يحيى خان" وقع في خطأ أكبر حيث كانت تجري الانتخابات الرئاسية وخسر أمام حزب المعارضة بسبب الفشل في التعامل مع الكارثة، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى نشوب حرب بين الهند وباكستان انتهت بتأسيس دولة بنغلاديش
إعصار غالفستون (1900)
حدثت هذه الكارثة قبل حتى أن يتم إطلاق اسم إعصار على الرياح القوية، وتعتبر الكارثة الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية من حيث عدد القتلى وثاني أسوأ كارثة من حيث تأثيرها على اقتصاد البلد، عدد الضحايا كان يتراوح بين 6 آلاف و12 ألف ولكن الأرقام المؤكدة أوضحت وجود 8 آلاف حالة وفاة، وبما أن جزيرة غالفستون مبنية في الأساس على الرمال، فقد كانت عرضة للعواصف أكثر من غيرهان وتسببت هذه المأساة في تدمير 36000 منزل والكثير من الجسور وخطوط التلغراف، وظلت الجزيرة لمدة 20 عاماً بعيداً عن أي استثمار بسبب الخوف من العواصف إلى أن تحولت لمزار سياحي.